قال القاضي : بلى.
قال الرجل : يا مولانا القاضي هل أبو بكر من بني هاشم الذين اصطفاهم الله على سائر الناس ، وغير بني هاشم ليسوا بكفو لهم وعليّ من بني هاشم أو من غيرهم؟
قال القاضي : بل عليّ منهم وأبو بكر ليس منهم.
قال الرجل : بالله العجب كيف تقولون : إنّ الله اصطفى بني هاشم على سائر خلقه ، وأن غير بني هاشم ليسوا بكفو لهم ، ثمّ تجعلون من ليس منهم وليس بكفو لهم أفضل من سيّد بني هاشم بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله أخو رسول الله(١) ، وابن عمه ، وزوج ابنته سيّدة نساء أهل الجنة ، وأبو سبطيه ، وقاتل المشركين يوم بدر(٢) ، وكاشف الكرب عنه يوم أحد بعد فرار أبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم(٣) ، وقاتل مرحب بعد فرار أبي بكر وعمر
__________________
بأكفّاء للعرب ، والعرب ليسوا بأكفّاء لقريش ، وقريش ليسوا بأكفّاء لبني هاشم ، وحكاه محيي الدين النووي في كتابه المجموع ١٦ / ١٨٧ عن النبيّ صلّى الله عليه وآله حيث قال : العرب أكفّاء حيّ لحيّ ..... وحكاه المازندراني في شرح أصول الكافي ٥ / ٢٢٩ وج ٧ / ١٤٣ عن المازري.
(١) سنن الترمذي ٥ / ٣٠٠ ، مستدرك الحاكم ٣ / ١٤ ، عمدة القاري ٢ / ١٤٧ وفيها قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لعليّ عليه السلام : أنت أخي في الدنيا والآخرة.
(٢) قتاله المشركين يوم بدر غير خاف على من راجع الطبقات الكبرى ٢ / ١١ والكامل في التاريخ لابن الأثير ٢ / ١١٦ وتاريخ الإسلام للذهبي ٢ / ٥٠ وغيرها.
(٣) قصّة فرار الجماعة في غزوة أحد وغيرها من غزوات النبي (صلى الله عليه وآله) تجدها مفصّلة في