وبما أنّ سالم بن بدران من تلامذة ابن زهرة الحلبي ، فلابدّ أن نقول وبشهادة نفس الإجازة الواردة في نسخة المجلس إنّ المشايخ الذين قرأ عليهم وأخذ منهم الخواجة نصير الدين الطوسي الجزء الثالث (فروع الفقه) وأكثر الجزء الثاني (أصول الفقه) من غنية النزوع إنّما تتّصل سلسلتُهم إلى مؤلّفه بواسطة واحدة.
هذا والجدير بالذكر أنّ إجازة سالم بن بدران للشيخ نصير الدين الطوسي الموجودة في مخطوطة المجلس تعدّ من الوثائق والشواهد التاريخية القطعية التي من خلالها يتبيّن لنا بوضوح أن الخواجة نصير الدين الطوسي كان إمامي المذهب ويتبين لنا البيئة المذهبية التي عاشها في عهد شبابه(١).
ومن بعد الخواجة نصير الدين الطوسي فإنّ مخطوطة المجلس دخلت
__________________
(١) مضافاً لما ذكر في المتن من الماضي العلمي الإمامي للخواجة نصير الدين الطوسي والبيئة المذهبية التي نشأ فيها واعتقاداته في أيّام شبابه فلابدّ لنا أن نشير هنا إلى أنّه تلمّذ في إبّان شبابه عند علماء مثل خاله نور الدين عليّ الشيعي ، وخال أبيه نصير الدين عبد الله الطوسي ، وبرهان الدين محمّد حمدان القزويني (انظر أحوال وآثار الخواجة نصير الدين طوسي : ١٦٠ ـ ١٦١ ، ١٥٨ ـ ١٦٠ ، ١٥٦ ـ ١٥٨) وكان الخواجة يعدّ أيضاً من رواة أبيه الذي يعدّ هو الآخر من رواة وتلامذة السيّد فضل الله الراوندي (المتوفّى بعد سنة ٥٧١ هـ) ؛ وبذلك تكون سلسلته على النحو التالي : نصير الدين الطوسي ، والده ، السيّد فضل الله الراوندي ، [السيّد] ذو الفقار بن معبد [المروزي] ، محمّد بن حسن الطوسي (شيخ الطائفة) ، محمّد بن محمّد بن النعمان (الشيخ المفيد) (انظر فرحة الغري : ٣٨ ، ٤٠ ، ٥٨ ، ٦٤) ؛ ولابدّ لنا أن ننبه إلى أنّ سلسلة الإسناد المذكورة في الصفحتين (٤٠ و٥٨) وقع فيها سهو بحيث يمكن تصحيحها بالمطابقة مع سلسلتي السندين الآخرين.