قال الرجل : فهل أبو بكر من أهل آية التطهير أم عليّ منهم؟
فقال القاضي : بل عليّ منهم.
قال الرجل : ناشدتك الله أيّها القاضي هل من ارتضاه الله ورسوله لتبليغ سورة براءة أفضل أم من لم يرضه وردّه من بعض الطريق بأمر من الله بأن لا يبلغ عنك إلاّ أنت أو رجل منك(١)؟
فقال القاضي : بل من ارتضاه الله ورسوله.
قال الرجل : فهل كان المبلّغ أبو بكر والمردود عليّ أم المبلّغ عليّ والمردود أبو بكر؟
فقال القاضي : بل كان المبلّغ علي والمردود أبو بكر.
قال الرجل : ناشدتك الله أيّها القاضي أيّما أفضل ، المجاهد في سبيل الله أم القاعد ، وقد قال الله تعالى : (وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِيْنَ عَلَى الْقَاعِدِيْنَ أَجْرَاً عَظِيْمَاً)(٢)؟
قال القاضي : بل المجاهدين أفضل.
قال الرجل : وهل المجاهد يوم بدر عليّ أم أبو بكر ، والقاعد تحت العريش(٣) عليّ أم أبو بكر(٤)؟
__________________
(١) صحيح البخاري ٥ / ٢٠٢ ، مسند أحمد ١ / ٣ وص١٥٠ ، سنن الدارمي ٢ / ٦٦ ، سنن الترمذي ٤ / ٣٣٩ ، وانظر شرح إحقاق الحق ٣ / ٤٢٧.
(٢) النساء : ٩٥.
(٣) العريش : السقف وما يُستظلّ به.
(٤) السيرة الحلبية ٢ / ٣٤٤ ، السيرة النبوية لابن هشام ٢ / ٤٥٦ ، السيرة النبوية لابن كثير ٢ / ٤١ ، وانظر الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) للسيّد جعفر مرتضى ٥ / ١٦٢.