الحلّة ، ويجعل منها المركز العلمي الرئيسي للحركة العلمية ، ابتداءً من القرن السادس الهجري وحتّى النصف الأوّل من القرن التاسع الهجري»(١).
وقبل أن ندخل في رحاب شخصية محمّد بن إدريس الحلّي وحركته العلمية ، ومنهجه العلمي ، لابدّ لنا من الإشارة إلى بعض الفقهاء السابقين عليه في الحلّة ، وبعضهم من أساتذته ومشايخه في الفقاهة والرواية ، وهم يشكّلون النواة التي ابتني عليها الصرح العلمي لمدينة الحلّة الفيحاء.
وفيما يلي نبذة مختصرة من تراجم أُولئك العلماء :
١ ـ يحيى بن بطريق الأسدي الحلّي (ت ٦٠٠ هـ) :
وآل بطريق «بيت رفيع ذو علم وفضل وأدب في الحلّة ، وكلّهم شيعة إمامية. وكان يحيى بن بطريق عالماً فاضلاً محدّثاً محقّقاً .. له مؤلّفات منها العمدة والمناقب ...»(٢).
قال عنه ابن حجر في لسان الميزان : «يحيى بن الحسن بن الحسين بن عليّ الأسدي الحلّي .. المعروف بابن بطريق ، قرأ على الحمصي الرازي الفقه والكلام على مذهب الإمامية ، وسكن بغداد مدّة ثمّ واسط .. وكانت وفاته بالحلّة في شعبان سنة (٦٠٠ هـ) وله سبع وسبعون سنة ..»(٣).
وابن بطريق يروي في الأغلب عن عماد الدين محمّد بن قاسم الطبري
__________________
(١) نفس المصدر : ٣٤١ (بتصرّف).
(٢) تاريخ الحلّة ٢ / ١٣ عن الحصون المنيعة.
(٣) لسان الميزان ٦ / ٢٤٧.