والعلاّمة الحلِّيَّين سوف تأتي الإشارة إليهم.
فأُولئك هم نخبة من الفقهاء الذين سبقوا عصر الشيخ ابن إدريس أو من معاصريه ، وبعضهم من مشايخه وأساتذته.
كما أنّ ابن إدريس عاصر علمين كبيرين من أعلام فقهاء أهل البيت : وكانت له بعض المساجلات والردود العلمية معهما ، وهما :
أوّلاً : أبو المكارم بن زهرة الحلبي (ت ٥٨٥ هـ) :
وهو من طبقة ابن إدريس ومن المعاصرين له ، وكانت لابن إدريس معه مكاتبات وذكره ابن إدريس في كتابه السرائر(١) ، وتنصّ بعض الكتب الرجالية على أنّه من مشايخ ابن إدريس ، وأنّ ابن إدريس قد روى عنه(٢).
ولابن زهرة منهج نقديٌّ في علم الأُصول كما هو واضح في كتابه الأُصولي غنية النزوع الذي تناول فيه بالنقاش للأدلّة الأُصولية للشيخ الطوسي في كتابه الأُصولي العدّة. فهو يشارك ابن إدرس في نقده لمنهج الشيخ الطوسي(٣) كما سوف يأتينا في محلّه.
رغم هذا القاسم المشترك ولمشاركته في المنهج النقدي ، إلاّ أنّ ابن إدريس تناول فقه ابن زهرة بالنقد الحادّ ، فنجده يقول عنه ـ بعد أن ينقل أحد آرائه الفقهية ـ : «والقائل بهذا هو السيّد العلوي أبو المكارم بن زهرة
__________________
(١) السرائر ٢ / ٤٤٢ ـ ٤٤٣.
(٢) أمل الآمل ٢ / ١٠٦.
(٣) المعالم الجديدة : ٧٤.