الحلبي رحمهالله ، شاهدته ورأيته وكاتبته وكاتبني ، وعرّفته ما ذكره في تصنيفه من الخطأ ، فاعتذر بأعذار غير واضحة ...»(١).
وابن زهرة ، لم يكن مجاوراً لابن إدريس في الحلّة ، وإنّما كان من أعيان السادات والنقباء بحلب وتوفّي فيها عام (٥٨٥ هـ)(٢).
ثانياً : الحمصي الرازي (حدود ٥٨٥ هـ) :
وهو محمود بن عليّ بن الحسن ، الشيخ الإمام سديد الدين الحمصي الرازي الحلّي.
قال عنه الطهراني : «علاّمة زمانه في الأُصولين ، ورع ثقة ، له تصانيف ، منها : التعليق الكبير والتعليق الصغير والمنقذ من التقليد والمرشد إلى التوحيد والمصادر في أُصول الفقه ، وصفه تلميذ منتجب الدين بن بابويه بقوله : حضرت مجلس درسه سنين وسمعت أكثر هذه الكتب بقراءة من قرأ عليه ..»(٣).
وسواء كان الحمصي من أهل الريّ مولداً أم من مدينة حمص السورية من بلاد الشام ، على خلاف بين مترجميه(٤) ، فإنّه نزل مدينة الحلّة لمدّة من الزمن وتتلمذ عليه مجموعة من علمائها منها ورّام بن أبي فراس ، وألّف هناك
__________________
(١) السرائر ٢ / ٤٤٢ ـ ٤٤٣.
(٢) طبقات الطهراني : الثقات العيون ٢ / ٨٧.
(٣) نفس المصدر ٢ / ٢٩٥ عن فهرست منتجب الدين : ١٠٧.
(٤) روضات الجنّات ٧ / ١٥٨ وما بعدها.