اللذان لايضلّ سالكهما ، ولا تظلمّ مسالكهما ، والدليلان المنصوبان من مالكهما ، فمن تجاوزهما فقد وقع في تيه الضلالة ، ومن تخطّاهما فقد غرق في بحور الجهالة ، وربط شوارد الأخبار الواردة عن أولئك السادات القادات بسلاسل (الإجازات) لتؤمن فيها العثرات ، وتصفو من شوب الكدورات ، والصلاة والسلام على مؤسّس قواعد الدين وقامع شوكة المعتدين ، وآله البانين على ذلك والمشيّدين.
أمّا بعد ، فيقول الفقير إلى عفو ربّه الكريم ، والمتعطّش لفيض جوده الجسيم ، يوسف بن أحمد بن إبراهيم الدرازي البحراني ، أفاض الله تعالى عليه من رواشح جوده السبحاني ، وسوانح كرمه الربّاني ، وأصلح له أمر داريه ، وأذاقه حلاوة نشأتيه ، إنّه لمّا كان من نعمه سبحانه الجليلة التي لا تحصى ، وأياديه الجميلة التي لا تستقصى ، أن وفّقني الله وجملة إخواني وأولادنا بعد أبينا قدّس الله سرّه ، وبحضرة القدس سَرّه ، وقبل ذلك بعض أسلافنا ، وهو المحدّث الصالح الشيخ سليمان بن صالح ـ الآتي ذكره إن شاء الله ـ إلى اكتساب العلوم الفاخرة ، واقتناء فنونها الباهرة وإن تفاوتت في ذلك الأفراد ، واختلفت شدّة وضعفاً الأعداد ، أسأل الله تعالى بعميم جوده وأفضاله ، وجسيم منّه ونواله ، أن يديم ذلك في الذراري والأولاد إلى يوم المعاد وأن يجعل ذلك سارياً في الأعقاب متّصلاً إلى يوم المآب»(١).
وتلاحظ الدقّة في اختيار الجمل المعبّرة التي وظِّفت لتعطي المعنى
__________________
(١) لؤلؤة البحرين : ٤ ـ ٥.