المراد لها ، فضلاً عن الدقّة النحوية واللغوية والصياغة ، كما يمكن ملاحظة السجع المحبوك الدالّ على المعنى المطلوب إيصاله ، وكذلك التوظيف الدقيق للنصّ القرآني الموجود واختيار المحلّ الصحيح له ؛ ليكون درساً وموعظة نحو الترغيب والترهيب ، والعقاب والثواب ، واختيار المحلّ الصحيح للأحاديث الشريفة عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) لتكون درساً تستخلص منه العبر.
بعد المقدّمة يعرّف (المجيز) بـ : (المجاز) ويثني عليه ويمدحه بما يراه مناسباً مع المكانة العلمية التي حقّقها فقد ذكر البحراني :
«وحيث إنّ الولدين الأعزّين الفاضلين الكاملين ، نوري العين والناظر ، وبهجتي القلب والخاطر ، خلف ابن أخي المقدّس المبرور الشيخ عبد علي ، وحسين ابن خلّي الأمجد الأسعد الشيخ محمّد سلّمهما الله تعالى وأبقاهما ، وبعين عنايته حاطهما ورعاهما ، ممّن فازا بالمعلّى والرقيب من قِداح العلوم الفاخرة ، وحازا أوفر نصيب من سنا جواهره الزاهرة ، مضافاً إلى ما هما عليه من الورع والتقوى ، والتمسّك بتلك العروة الوثقى ، وفّقهما الله تعالى للصعود إلى غايتها العليا ، ونهايتها القصوى»(١).
ومن الملاحظ أنّه في كلّ الإجازات وبمختلف أنواعها عدم وجود أحد من المشايخ ذمّ التلميذ الذي أجاز له ، بل على العكس يكيل له المدح والثناء البليغ ، وتعليل ذلك على ما يبدو هو أنّ الشيخ لا يجيز الإجازة إلاّ لمن استحقّها ووصل إلى المرحلة التي يمكن ائتمانه على مرويّاته ، وإلاّ فلن
__________________
(١) لؤلؤة البحرين : ٦.