يحصل الطالب على إجازة من أيّ شيخ من شيوخ الإجازة ؛ إلاّ إذا كان أهلاً لها.
ولا تمُنح الإجازة للتلميذ إلاّ بعد التماس يقدّمه لشيخه ، شفويّاً كان أم مكتوباً يطلب فيه إجازة أستاذه (شيخه) ، وممّا يدعم ذلك هو ما دوّنه الشيخ البحراني بالقول : «وقد استجازاني أمدّ الله لهما في العمر السعيد ، ومتّعهما بالعيش الرغيد قبل هذه الأيّام ، فأجزت لهما حيث رأيتهما أهلاً لذلك المقام»(١).
كما اتّضح التواضع الذي تحلّى به (المجيز) من خلال قوله : « .. وإن لم أكن من فرسان هذا الميدان ، ولا من مجلّي حلبة هذا الرهان ، فإن وُسمت بأهل الإجازات فقد ينظم مع الزبرجد الزجاجة ، وإن تطفّلت على أهل تلك الدّرج ، فقد ينظم مع اللؤلؤ السبج».
من خلال النصّ السابق يتّضح التواضع الذي اتّصف به الشيخ يوسف البحراني من جهة ومن جهة أخرى يبرز في النصّ مدى تشجيع ومحاولة تثبيت الثقة بالنفس لدى المجاز لتهيئته لتحمّل المسؤولية الملقاة على عاتقه.
بعد ذلك ينتقل المجيز إلى (متن الإجازة) ؛ إذ يجيزهما على رواية ما كان الشيخ (المجيز) يرويه عن شيوخه بالسند المتّصل حيث قال : «وقد أجزت لهما ، أدام الله لهما ، وكثّر في الفرقة الناجية شرواهما ، جميع ما صحّت لي روايته عن مشايخي الأعلام وثبُت لدىّ دراسته عن أساتذتي
__________________
(١) لؤلؤة البحرين : ٦ ـ ٧.