٩ ـ مدح أمير المؤمنين مدحاً قلّ أن يرى مثله في علماء العامّة :
قال في ما روي عن أمير المؤمنين طعناً على مرويّات كثيرة لأبي هريرة :
* «أوّل من أسلم وتربّى في حجر النبيّ ، وعاش تحت كنفه قبل البعثة ، واشتدّ ساعده في حضنه ، وظلّ معه إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى ، لم يفارقه لا في سفر ولا في حضر ، وهو ابن عمّه وزوج ابنته فاطمة الزهراء ، شهد المشاهد كلّها سوى تبوك فقد استخلفه النبيّ فيها على المدينة فقال : (يا رسول الله أتخلفني في النساء والصبيان؟) فقال له رسول الله : (أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى؟ إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي). رواه الشيخان وابن سعد.
ولو كان عليٌّ رضیاللهعنه قد حفظ كلّ يوم عن النبيّ ـ وهو الفطن اللبيب ، الذّكي الحافظ ، ربيب النبيّ ـ حديثاً واحداً وقد قضى معه رشيداً أكثر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كيْفَ يُرْتَجَى مُرَاقَبَةُ مَنْ لَفَظَ فُوهُ أَكبَادَ الأَزْكيَاءِ ، وَنَبَتَ لَحْمُهُ بِدِمَاءِ الشُّهَدَاءِ ، وَكيْفَ يَسْتَبْطِئُ فِي بُغْضِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ مَنْ نَظَرَ إِلَيْنَا بِالشَّنَفِ وَالشَّنَآنِ وَالإِحَنِ وَالأَضْغَانِ ثُمَّ تَقُولُ غَيْرَ مُتَأَثِّم وَلاَ مُسْتَعْظِم :
وَأَهَلُّوا وَاسْتَهَلُّوا فَرَحاً |
|
ثُمَّ قَالُوا يَا يَزِيدُ لاَ تُشَل |
مُنْتَحِياً عَلَى ثَنَايَا أَبِي عَبْدِ اللَّهِ سَيِّدِ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ تَنْكتُهَا بِمِخْصَرَتِك وَكيْفَ لاَ تَقُولُ ذَلِك وَقَدْ نَكأْتَ الْقَرْحَةَ وَاسْتَأْصَلْتَ الشَّأفَةَ بِإِرَاقَتِك دِمَاءَ ذُرِّيَّةِ مُحَمَّد(صلى الله عليه وآله) وَنُجُومِ الأَرْضِ مِنْ آلِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَتَهْتِفُ بِأَشْيَاخِك زَعَمْتَ أَنَّك تُنَادِيهِمْ ، فَلَتَرِدَنَّ وَشِيكاً مَوْرِدَهُمْ وَلَتَوَدَّنَّ أَنَّك شَلَلْتَ وَبَكمْتَ وَلَمْ يَكنْ قُلْتَ مَا قُلْتَ وَفَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ. (من خطبة السيدة زينب بنت عليِّ بن أبي طالب في الشام).