من ثلث قرن لبلغ ما كان يجب أن يرويه أكثر من (١٢ ألف) حديث ، هذا إذا روى حديثاً واحداً في كلّ يوم ، فما بالك لو كان قد روى كلّ ما سمعه ـ وكان له الحقّ في روايته ، ولا يستطيع أحدٌ أن يماري فيه ـ ولا تنسَ أنّه مع ذلك كلّه كان يقرأ ويكتب ، وكان يحفظ القرآن ، هذا الإمام الذي لا يكاد يضارعه أحد من الصحابة جميعاً في العلم والفضل ـ قد أسندوا له كما روى السيوطي (٥٨٦) حديثاً(١)...».
* وقال ذلك أيضاً في جمع القرآن :
«غريبة توجب الحيرة :
من أغرب الأمور ، وممّا يدعو إلى الحيرة أنّهم لم يذكروا اسم عليّ رضي الله عنه فيمن عهد إليهم بجمع القرآن وكتابته ، لا في عهد أبي بكر ولا في عهد عثمان! ويذكرون غيره ممّن هم أقلّ منه درجة في العلم والفقه! فهل كان عليٌّ لا يحسن شيئاً من هذا الأمر؟ أو كان من غير الموثوق بهم؟ أو ممّن لا يصحّ استشارتهم أو إشراكهم في هذا الأمر؟
اللّهم إنّ العقل والمنطق ليقضيان بأن يكون عليٌّ أوّل من يعهد إليه بهذا الأمر ، وأعظم من يشارك فيه ، وذلك بما أتيح له من صفات ومزايا لم تهيّأ لغيره من بين الصحابة جميعاً ، فقد ربّاه النبيّ صلّى الله عليه وآله على عينه ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) أضواء : ٢٢٥ ، شيخ المضيرة : ١٢٨.
قال الأستاذ في الهامش : «هذا ما في البخاري ومسلم ولا نعلم شيئاً عن مقدار أحاديثه التي روتها الشيعة عنه (ولكلّ قوم سنّة وإمامها)» ـ مصراع بيت من لبيد ـ.