الأكبر سماحة العلاّمة المغفور له السيّد هاشم بحر العلوم ، وكان هو الآخر من هواة العلم وطلاّب المعرفة ومن المولعين باقتناء الكتب لا سيّما المطبوعات النادرة والتاريخية التي قلّ نظيرها ، فأضاف إلى مكتبة أبيه ما صيّر المجموع من أعظم مكتبات العراق في ذلك الوقت ، وبعد وفاة السيّد هاشم المذكور تبعثر تاريخ المكتبة أدراج الظروف والملابسات والإهمال»(١).
فصارت المكتبة تحمل اسماً آخر باسم ولده السيّد هاشم ، وسمعت من السيّد فاضل آل بحر العلوم ـ حفظه الله ـ أنّ للأخ الدكتور محمّد جواد الطريحي فهرساً جامعاً لها نأمل منه أن يقدّمه للنشر ، ويقع مكان المكتبة ـ مكتبة السيّد هاشم ـ في شارع الطوسي في أصل داره التي وقفها أيضاً والواقعة في محلّة العمارة ، وقد حدّثني السيّد إسماعيل السيّد حبيب الخرسان الذي توفّي عن عمر يناهز التسعين سنة (١٤٣٠هـ) أنّ هذه الدار هي دار الفقيه الشيخ جعفر الشوشتري (ت ١٣٠٣هـ) صاحب كتاب الخصائص الحسينية ، وهي اليوم للأسف خربة ، هيّأ الله لها من يحييها وأهلها من السادات الأنجاب ، كما حدّثني الشيخ شريف نجل الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء عن اهتمام السيّد هاشم رحمهالله بالمكتبة والسعي في جمع كتبها أكثر من مرّة.
ثمّ وقفها في حياته بوقفية خاصّة رأيت مصوّرتها عند سماحة السيّد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) مقدّمة كتاب أسرار العارفين : ٢١ المطبوع بتحقيق الربيعي ، كما ذكرت المكتبة في مجلّة بهارستان : ٨/ ٩٣٩.