يجب أن تعود رواية النعماني عن الكليني إلى حوالي عام (٣٢٧ للهجرة) في بغداد ، وطبقاً لرواية ابن عساكر فإنّ الكليني قد سافر إلى دمشق ، وأنّه روى الحديث عن بعض مشايخه في بعلبك(١) ، ولكن يبدو أنّ سفر النعماني إلى الشام قد جاء بعد وفاة الكليني ، لذلك لا يمكن اعتبار رواية النعماني عن الكليني ذات صلة بهذه الرحلة.
ومن بين مشايخ النعماني ـ الذي تشير بعض الشواهد إلى حضورهم وتواجدهم في بغداد ـ أحمد بن محمّد بن عمّار الكوفي الذي روى عنه التلعكبري(٢).
ومحمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري حيث ذكر النجاشي في ترجمته في رجاله أنّه قال : «كان السبب في تصنيفي هذه الكتب أنّي تفقّدت فهرست كتب المساحة التي صنّفها أحمد بن أبي عبدالله البرقي ونسختها ورويتها عمّن رواها عنه وسقطت هذه السنة الكتب عنّي فلم أجد لها نسخة فسألت أخواننا بقم وبغداد والريّ فلم أجدها عند أحد منهم»(٣).
ومن بين مشايخ النعماني : علي بن أحمد البندنيجي ، وبندنيج مدينة قريبة من بغداد(٤) ، وربما كان هو علي بن أحمد بن نصر البندنيجي ، الذي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) تاريخ دمشق ٥٦ / ٢٩٧.
(٢) فهرست الطوسي ٧١ / ٨٨ ، وكذلك ما سوف يأتي في بقية المقال.
(٣) رجال النجاشي ٣٥٥ / ٩٤٩.
(٤) أنساب السمعاني ١ / ٤٠٢.