قال ابن الغضائري : «إنّه يسكن في الرملة من فلسطين»(١). ولذلك يبدو أنّ النعماني قد أخذ عنه الحديث في بغداد أو بلاد الشام.
ومن بين مشايخ النعماني : محمّد بن الحسن بن محمّد بن جمهور العمّي ـ ولم يذكر اسمه إلا مقروناً باسم محمّد بن همّام ـ وكما يقول القاضي محسن بن علي التنوخي ـ صاحب كتاب نشوار المحاضرة ـ : «فإنّه كان من شيوخ أهل الأدب في البصرة ، وإنّه لازم والد القاضي التنوخي طويلاً»(٢) ، وإنّ القاضي محسن التنوخي ـ الذي ترعرع في البصرة(٣) ـ قد درس عنده الخطّ والإنشاء ، ولازمه مدّة طويلة»(٤). ولا نعرف بدقّة ما إذا كان النعماني قد روى الحديث عن محمّد بن الحسن بن محمّد بن جمهور في البصرة ، أم أنّه روى عنه الحديث في بغداد كما هو الشأن في محمّد بن همّام.
وعليه فمن خلال التدقيق فيما تقدّم يمكن لنا أن نحصل على صورة قريبة من الواقع عن حياة النعماني ، فهو وإن لم يكن من أهل بغداد ولكنّه أقام فيها منذ حوالي عام (٣٢٧ للهجرة) ، وأنّه أخذ الرواية عن مشايخ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) المصدر نفسه ٣ / ٩١ ، وأيضاً : مجمع الرجال ٤ / ١٦٥ ، خلاصة العلاّمة الحلّي ٢٣٥ / ٢٧ ، رجال ابن داود ٤٨١ / ٣٢٠ ، رجال ابن الغضائري (إعداد السيّد محمّد رضا الحسيني الجلالي) ٣ / ٨٢. جدير بالذكر أنّنا نجد تصحيفاً في لقبه في بعض الموارد المتقدّمة.
(٢) نشوار المحاضرة ٤ / ١٠٩ نقلاً عن معجم الأدباء ٦ / ٤٩٨ ، وراجع أيضاً : كتاب نشوار المحاضرة ٣ / ١٦٥ و ٢٥٨.
(٣) نشوار المحاضرة ، مقدّمة المصحّح ، ص ١٩ و ٢٠.
(٤) المصدر السابق ٤ / ١٠٩.