الحديث في بغداد ، وفي حوالي العام (٣٣٤ و ٣٣٣ للهجرة) سافر إلى الشام ، وكان في حلب عام (٣٤٢هـ) ، وروى هناك كتابه لتلاميذه ، ويحتمل أنّه قد ألّفه هناك ، وكانت وفاته في بلاد الشام أيضاً.
جدير بالذكر أنّ عدداً من كبار علماء الشيعة قد هاجروا إلى بغداد قبيل عام (٣٣٠ للهجرة) ، فكانت هجرة محمّد بن يعقوب الكليني وأبو عبد الله النعماني في عام (٣٢٧ للهجرة) ، ويحتمل قويّاً أن تكون هجرة سلامة بن محمّد الأرزني برفقة ابن أخته أبي الحسن محمّد بن أحمد بن داود القمّي إلى بغداد قد حدثت في تلك السنوات ، وقد سافر كلّ من سلامة بن محمّد ومحمّد بن يعقوب الكليني وأبي عبد الله النعماني إلى بلاد الشام ، ويغلب على الظنّ أنّ سفر سلامة بن محمّد إلى الشام قد تزامن مع سفر أبي عبد الله النعماني في سنة (٣٣٣ للهجرة) تقريباً ، فهل كان سبب هذه الأسفار المتشابهة والمتزامنة يعود إلى دافع واحد؟ وهل يمكن لنا أن نعزو ذلك إلى حضور الأسرة الشيعية الحاكمة من آل حمدان ـ وخاصّة سيف الدولة الأمير المحبّ للعلم والأدب ، والذي كان يجلّ العلماء كثيراً ويدنيهم منه ـ واعتباره مؤثّراً في هذه الأسفار(١) ، هذا وقد ذهب ابن الجعابي ـ المحدّث الشيعي الشهير في بغداد ـ إلى سيف الدولة الحمداني فقرّبه منه وأدناه وجعله من خاصّته (٢) ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) دائرة المعارف الإسلامية الكبرى ، هامش مدخل آل حمدان ١ / ٦٩٢ ، نقلاً عن الثعالبي ، يتيمة الدهر ١ / ١١ ، وغيرهما.
(٢) فهرست الطوسي ٣٢٥ / ٥٠٦.