وفي تلك السنة ـ بالتحديد (٣٣٣ للهجرة) ـ استولى سيف الدولة على حلب ، وكانت سيطرته الكاملة عليها في بداية سنة (٣٣٤ للهجرة)(١).
علماً بأنّ لقب (الكاتب) الذي يحمله النعماني يمكن أن يكون ناظراً إلى نوع من الصلة بينه وبين أصحاب المناصب ، ولكنّنا لا نعرف شخصاً بعينه كان النعماني كاتباً له.
تاريخ تأليف كتاب الغيبة :
ليس بأيدينا تاريخ دقيق لتأليف كتاب الغيبة للنعماني ، وقد ذكر مصحّح هذا الكتاب أنّ تاريخ تأليفه يعود إلى شهر ذي الحجّة من عام (٣٤٢ للهجرة) معتمداً في ذلك على عبارة مدوّنة على غلاف إحدى المخطوطات لهذا الكتاب(٢) ، بيد أنّ هذا الرأي لا يستند إلى دليل صحيح ؛ لأنّ هذا التاريخ إنّما يعبّر عن تاريخ رواية الكتاب من قبل المؤلّف إلى تلميذه أبي الحسين الشجاعي ، وبناءً على القاعدة(٣) فإنّ تأليف الكتاب يعود إلى ما قبل هذا التاريخ ، ولتحديد تاريخ تأليف هذا الكتاب يمكن الاستناد إلى تاريخ أخذ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) دائرة المعارف الإسلامية الكبرى ، مدخل آل حمدان ١ / ٦٩٠.
(٢) غيبة النعماني ، مقدّمة المصحّح ، ص ٢.
(٣) إنّما تمّ التعبير بـ : (بناءً على القاعدة) ؛ لأنّ الغالب هو رواية الأستاذ لكتابه إلى تلاميذه بعد تأليفه ، ولكن يحدث أحياناً أن يبادر المؤلّف إلى تدوين كتابه من خلال إملاء مضامينه على تلاميذه ، كما حدث ذلك بالنسبة إلى الكثير من مؤلّفات الشيخ الطوسي والسيّد المرتضى ، من قبيل : عدّة الأصول ، والخلاف ، واختيار الرجال ، والذريعة.