المؤلّف للرواية عن محمّد بن عبد الله الطبراني سنة (٣٣٣ للهجرة) ، ولذلك لا يمكن الرجوع بتاريخ تأليف هذا الكتاب إلى ما قبل عام (٣٣٥ للهجرة)(١).
أمّا الطريق الأكثر دقّةً والأفضل لتحديد تاريخ تأليف الكتاب فهو من خلال العبارات الواردة فيه بشأن عمر الإمام المنتظر (عج) أثناء تأليف الكتاب ، حيث قال : «وله الآن نيّف وثمانون سنة»(٢) ، وحيث إنّ كلمة النيّف غير محدّدة فلا يمكن تحديد عمر الإمام فوق الثمانين بدقّة ، ولكن يمكن لنا أن نستفيد من هذه العبارة أنّ الإمام (عج) كان له من العمر أثناء تأليف الكتاب واحد وثمانون سنة كحدٍّ أدنى(٣) ، وبالإلتفات إلى القول الصحيح(٤) الذي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) لو كان الكتاب قد ألّف في سنة (٣٣٣ للهجرة) لكان من الأنسب أن يقول : في هذه السنة ، بدلاً من الاكتفاء بذكر التاريخ ، وإذا كان قد ألّفه عام (٣٣٤ للهجرة) لكانت عبارة (في السنة المنصرمة) أنسب.
(٢) غيبة النعماني : ١٥٢.
(٣) قال ابن منظور الأفريقي في لسان العرب : (ناف الشي نوفاً : ارتفع وأشرف). وهناك رأيان في تفسير معنى النيّف ، الأوّل : ما نقله ابن منظور عن أبي العبّاس قوله : الذي حصّلناه من أقاويل حُذّاق البصريّين والكوفيّين أنّ النيّف من واحدة إلى ثلاث. وأمّا الرأي الآخر ، فيصل بالنيّف إلى تسعة. وعليه فإن كان النعماني يذهب في تعبيره مذهب الحذّاق من البصريّين والكوفيّين ـ على ما نقله أبو العبّاس عنهم ـ تردّد تاريخ تأليف الكتاب بين عامي (٣٣٦ و ٣٣٩ للهجرة) ، ولكن حيث لا يمكن لنا التأكّد من مذهب النعماني بهذا الشأن لا يمكن لنا الجزم بذلك بضرس قاطع. جدير بالذكر أنّ كلمة (نيّف) قد تكرّرت من النعماني في موضع آخر بيّن فيه عدد الخاصّة من أصحاب الإمام المهدي (عج) بعدد أصحاب بدر (الثلاثمئة ونيّف) ، ولكن حيث ورد النيّف هنا بعد الثلاثمئة ، فلا يمكن لنا أن نستند إليه في بحثنا هذا.
(٤) وهناك أقوال أخرى في بيان تاريخ ولادة الإمام المهديّ المنتظر (عج) ، ولكنّها