العبارة الآتية : «وُلِدَ في النَّجَف في حُدُودِ سَنَة (١٢٦٨هـ) ، كَمَا حَدَّثَني بهِ»(١) ، وتبدو واضحاً كلمةُ التمريض (حدود) في سياقها ، لعدم وجود الإحصاء الرَّسمىِّ الدَّقيقِ لِسِجِلِّ النُّفوسِ وَقتَذَاكَ ، وقد أخذ بهذهِ السَّنةِ الشَّيخُ مَحبوبة(٢) ، ونحنُ نأخذُ بها.
ونَشَأَ بِرِعَايَةِ وَالدِهِ ، وحضر في علوم العربيَّة وسطوح الفقه والأصول عند ابن عمِّ أبيه الشيخ جعفر الأصغر ، وأدركَ أيَّاماً قليلةً العلاّمة الشيخ مُرتَضَى الأَنصَارِيِّ.
وفي بيت الرِّياسة والفقه والشرف والدين (تَعَلَّمَ الأَوَّليَّات ، ودرسَ على فُضَلاءِ بَيتِهِ وغَيرهم من أَعلام النَّجف الأشرفِ وشَافَهَهُمْ واختَلَفَ إِليهِم ، فَنَمَتْ مَوَاهبُهُ واتَّسَعَتْ ، غَيرَ أَنَّهُ لمْ يكتفِ بدراستهِ الحوزويَّة ، إذْ وَلعَ ـ منذُ طُفولته ـ بالأدبِ فَانقَطَعَ إليهِ ، حيث المساجد والجوامع وحلقات الدرس والمكتبات والمطابع والشيوخ الأعلام ، ونَظَمَ الشِّعرَ مُبَكِّرًا ، وسَمِعَ مَنْ ينشدُهُ ، وقرأَ ما وَقَعَتْ عينُهُ عليهِ منهُ ، وطَارَحَ شُعَرَاءَ عَصرِهِ فِي العِرَاقِ وَغَيرِهِ.
صِفَاتُهُ :
عُرِفَ عَنِ الشَّيخِ علىّ السُّلوكُ الدَّمث ، والخُلق الرَّضىّ ، والهدوء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) طبقات أعلام الشيعة (نقباء البشر) ٤/١٤٣٧ ، وأَعادَ ذِكْرَ هذه السَّنة في : الذريعة ٧/٢٤ ، وتردُ أيضاً في : مكارم الآثار ٦/١٩١٠.
(٢) ماضي النجف وحاضرها ٣/١٧٣ ، ويُنظر : فهرس التراث ٢/٢١٢.