هذهِ الصَّفحَةَ ولو قَامَتِ القيامَةُ) ، وأشفقَ الحاضرون عليهِ من بطش الجلوازِ ، إلاّ أنَّه مضَى في النَّسْخِ ، وحالمَا انتَهَى منهُ قالَ لهُ : «هيا..» ، ولمَّا شَخَصَ إِلى البَابِ العَالي أُبلغَ بِلزُومِ مُغَادَرَةِ الآستانة إلى العراق ، ثُمَّ انكشفَ بُطلان تلك التُّهمَة ، وأُطلقَ سراح الشَّيخ علىّ وأبي الهدَى ، وأُجزل لهُ العطاء من السلطان ، ومِن صَديقِهِ أَبي الهُدَى.
ورجع بعدها إلى العراق سنة (١٣١٣هـ).
وكانَ هو الذي وَجَّهَ بأنْ يكونَ الملك فيصل حاكماً على العراق ، واتَّفقَ الجميعُ على طلبهِ من الحجاز وتتويجهِ(١).
يقول جعفرُ الخليلىُّ فيه إنّ للشيخ علىّ «شهرة كبيرة ، كسبها من سفره إلى إسطنبول ، ومقابلة السلطان وكبار الوزراء والقادة والعلماء ، وإقامته في إسطنبول زمناً طويلا ، وإنَّ رؤية إسطنبول ومقابلة السلطان والوزراء والقوّاد والقضاة ورجال العلم في ذلك اليوم لا يَعدِلهُ في هذا اليوم شيء حتّى الطواف بالدنيا كلّها والتعرّف بجميع شخصيّات العالم من الميكادو إلى البانديت نهرو وكلّ رجال الدنيا وشخصيّاتها ؛ فلم يكنْ يَجيئ ذكر الشيخ علىّ كاشف الغطاء إلاّ وتفغر الأفواه اِعجاباً بهذا الرجل الذي رأى كلَّ هذا ، واجتمعَ بِكُلِّ هؤلاءِ القادَةِ والرِّجَالِ... ! !»(٢).
وكانَتْ لهُ مُراسلاتٌ كثيرةٌ مع أدباء بيروت والشام وبغداد والحلّة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) محاورة الإمام المصلح ٤٠.
(٢) هكذا عرفتهم ١/٢٢٧ ـ ٢٢٨.