حياتهِ.
وقَد أَجمَعَ مُترجمُوهُ على سَخَائِهِ في اِعَارَةِ الكتُبِ للنَّسخ والإفادة منها مهمَا كانَتْ ثمينةً ونادرَةً ، بِكُلِّ سُهُولَة ، وهذه خَصلةٌ قَلَّمَا نَجِدُهَا عندَ هواةِ الكُتُبِ وأصحاب المكتبات الكبيرة.
ومن الأمثلة على ذلك أنَّ الشَّيخَ محمَّد علىّ اليعقوبىّ(١) استعارَ مِنهُ مَجمُوعاً ، وأَرجَعَهُ إليهِ ، ومَعَهُ أبيَات ، أوَّلها(٢) : من [الطويل]
أبا أحمد يا مَنْ بهِ ولعَ الثَّنا |
|
كما هو في جمعِ المعالي تولَّعَا |
ويا مفزع الداعي بِكُلِّ مُلِمَّة |
|
وغيرُ عَلِيّ لمْ تَرَ النَّاسُ مَفزَعَا |
ويا بن الأُلَى أَضحَى بِسَيفِ أَكُفِّهِمْ |
|
ومَعرُوفِهِمْ رَوضُ المَكَارِمِ مُمرعَا |
بِهِمْ رُفِعَتْ أَعلامُ دِينِ مُحَمَّد |
|
وأصبحَ نَهْجُ الحَقِّ أَبيضَ مهيَعا |
سَمَحتَ لنَا في أَخذِ سِفر بِطيِّهِ |
|
لَعَمرُكَ سِرُّ الفَضلِ قَد كانَ مُودَعَا |
واستعارَ منهُ الشيخ محمّد السماوىُّ كتابَ شَرح التذكرة في علم الهيأة للخواجة نصير الدين الطُّوسىِّ (ت ٦٧٢هـ) ليأخذه معه إلى السماوة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) وُلِدَ في النَّجَفِ الأشرف سنة (١٣١٣هـ) ، تتلمذ على السيِّدِ محمَّد القَزويني ، شيخ الخطباء ، وأحد أعضاء (الرابطة الأدبية) وعميدها ، أخرجَ دواوين بعض الشعراء من معاصريه ، مِن أشهر مؤلّفاته (البابليّات) ، تُوُفِّيَ سنة (١٣٨٥هـ). ترجمتُهُ في : البابليّات ٣/١٧٢ ، معارف الرجال ٢/٣٢٠ ـ ٣٢٣ ، طبقات أعلام الشيعة (نقباء البشر) ٤/١٥٦٠ ، مصفّى المقال ٣١٨ ، شعراء الغريّ ٩/٥٠٥ ، معجم المؤلّفين العراقيّين ٣/٢٢٠ ، معجم رجال الفكر والأدب ٣/١٣٦٧ ـ ١٣٦٨ ، فهرس التراث ٧٣٨ ـ ٧٣٩.
(٢) سمير الحاضر ٤/٢٤٦ ، ولم ترد في ديوانه المطبوع في جزأين ، فهي ممَّا يُستدركُ عليهِ.