لينسَخَهُ(١).
وزَارَهُ المرحُومُ علىٌّ الشَّرقىُّ (ت ١٣٨٤هـ) في مَكتبتِهِ ، ووَصَفَ ذلكَ بقولِهِ(٢) : «وَجَدتُهُ جَالِساً على الأرضِ ، وأمامه طاولة صغيرة عليها كتاب مفتوحٌ ومحبرة ، وقد شدَّ على عضدهِ مساطر خفيفة من الخشب شدًّا مُحكَماً يمنعُ الرَّعشَةَ التي في يدهِ... ، وكان لابساً ثوباً سميكاً خُصِّصَ للكتابةِ ، تراهُ مُخَطَّطاً بألوان ، ألوان من مسْحِ القَلَم ورَذَاذِهِ ، وكان في يدهِ قلمٌ من الخيزران القوىّ ، وكان مَشغُولا بالنَّسْخِ ، فَسَأَلتُهُ عن عُمرِ ذلك الثوب ، فقَالَ إِنَّ عُمرَهُ يُناهِزُ السبعين عاماً ، وهو عِندِي أَطيبُ مِنَ الغلالة التي يصفُها الشَّاعرُ بِقَولِهِ(٣) : من [الطويل]
كَأذيالِ خَوْد أَقبَلَتْ في غَلائِل |
|
مُصبَّغة ، والبعضُ أقصرُ من بَعضِ |
وصَنعَ للمكتبةِ فهرساً مفصَّلا لِمَا حَوَتهُ مِن كُتُب ورَسَائل ، وقد اطَّلعتُ عليهِ.
وَمِن المَخطُوطات النادرة فيها مشارق الأنوار النبويَّة في صحاح الأخبار المصطفويَّة لرضىِّ الدِّين الصغاني (ت ٦٥٠هـ) ، نُسِختْ سنة (٦٩٢هـ) ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) سمير الحاضر ٤/٤٩٤.
(٢) الأحلام ٥٩ ، ونقل الخبرَ عنهُ د. محمَّد باقر أحمد البهادلىّ في كتابهِ : الحياة الفكريَّة في النجف الأشرف ١٢٥.
(٣) البيت لِسيف الدولة الحمداني ، في : يتيمة الدهر ١/٤٣ ، غرائب التنبيهات ٤٧ ، نزهة الأبصار ٣٤٧. ولابن الرومي ، ديوانه ٤/١٤١٩.