والنهاية في غريب الحديث لمجد الدين المبارك بن محمّد بن محمَّد المعروف بابن الأثير (ت ٦٠٦هـ) ، نُسِخَتْ قبل وَفَاتِهِ بِسَنَة وَاحِدَة ، وغير ذلك.
وبعد وَفَاةِ الشَّيخ علىّ جَعَلَهَا وَلَدُهُ الشيخ مُحمَّد الحُسين مكتبةً عامَّةً لمرتاديها ، وقد تَعَرَّضَتِ في أزمان مختلفة إِلى سَرِقَات كثيرة ، فانتقل بعضُ مخطوطاتها النفيسة اِلى خَارِجِ العِرَاق ، ففُقدَ منها الكثير ، وعُثِرَ على بعضها الآخر ، في حين بَقِيَ القسمُ الآخرُ مَحفُوظاً في المكتبات العالمية ، وأَشهَرُ مثال على هذا أنَّ الكُتُبىَّ الشَّهيرَ محمّد أمين الخانجي(١) صاحب المكتبة الشهيرة في القاهرة ، أخذَ من الشيخ محمّد الحسين مخطوطات : مجموعة رسائل الحكماء لأرسطو وأفلاطون وابن سينا ، ومُعجم المُجمل لابن فارس (ت ٣٩٥هـ) ، والخصائص لابن جني (ت ٣٩١هـ) ، والتزم له بطبعها في القاهرة ، فلم يفعل ذلكَ ، ولا ردَّها إليه!.
وهناك مخطوط مُجلي مرآة المُنجي لابن أبي جُمهُور الأَحسَائِيِّ ، تحتفظُ به جستربتي برقم (٣٨١٠) ، ويظهر ختم الشيخ علىّ واضحاً عليه ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) وُلِدَ في حلب سنة (١٢٨٢هـ) ، وعمل كاتباً في ديوان ولايتها ، وانتقلَ إلى القاهرة ، وأسّس (مكتبة الخانجي). اشتهر بشراء المخطوطات والمتاجرة بها ، خاصَّة من العراق والآستانة ، وهو من أسبق الناشرين إلى إذاعة كتب ابن تيميَّة. تُوُفِّيَ سنة ١٣٥٨هـ. ترجمته في : الأعلام ٦/٤٤ ، معجم المؤلّفين ٩/٧٤ ـ ٧٥ ، مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربىّ ٥٩ ـ ٦٢.