الحسين ، قال : أولم يقتل الله عليّ بن الحسين ؟...»(١).
٧ ـ ومن الروايات المهمّة التي نقلها حميد بن مسلم خطبة ابن زياد في جامع الكوفة بعد وفود السبايا ، والتي أعطت طابعاً مهمّاً جدّاً عن محاولة تغييب السلطة وتعتيمها الإعلامي حول ما جرى في واقعة كربلاء وإظهار دور المنتصر الذي لم يقف أمامه أيّاً كان ، حتّى وإن كان الحسين بن عليّ فهو يراه متمرّداً على السلطة الأموية ، قال : «لما دخل عبيد الله القصر ودخل الناس نودي الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس في المسجد الأعظم ، فصعد المنبر ابن زياد فقال : الحمد الله الذي أظهر الحقّ وأهله ، ونصر أمير المؤمنين يزيد بن معاوية وحزبه ، وقتل الكذّاب بن الكذّاب الحسين بن علي وشيعته»(٢).
ودوّن لنا مواقف لبعض الشخصيّات الكوفية التي كانت في منتهى الشجاعة والبطولة ، لم تخش في الله لومة لائم ، في الوقت كانت السلطة الأموية في أشدّ قساوتها وما حدث للحسين اعتبرته درساً للآخرين ، لكنّ هذا لم يثنِ عبد الله بن عفيف الأزدي عن قول كلمة حقّ أمام سلطان جائر ، وكان من خيار الشيعة وزهّادها ، وكانت عينه اليسرى ذهبت في يوم الجمل والأخرى في يوم صفّين ، وكان يلازم المسجد الأعظم يصلّي فيه إلى اللّيل ثمّ ينصرف(٣) ، ويصوّر لنا حميد بن مسلم هذه اللحظات بأدقّ التفاصيل ، فلمّا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) المصدر نفسه ٤/٣٥٠.
(٢) المصدر نفسه ٤/٣٥٠.
(٣) المصدر نفسه ٤/٣٥٠.