سمع مقالة ابن زياد وثب قائماً ثمّ قال : «يا بن مرجانة إنّ الكذّاب أنت وأبوك ، والذي ولاّك وأبوه ، يا بن مرجانة : أتقتلون أبناء النبيّين وتكلّمون بكلام الصدّيقين»(١) ، وكانت نهاية لهذا الموقف الكبير أن يأمر بقتله وصلبه(٢).
ثالثاً : من الرواة لثورة التوّابين :
يتكرّر ذكر حميد بن مسلم في نقل وقائع حركة التوّابين في سنة (٦٥هـ) التي قادها سليمان بن صرد الخزاعي ضدّ الحكم الأموي ثأراً لواقعة كربلاء ، وهذا ما نقله سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم قال : «والله إنّي لشاهد بهذا اليوم يوم ولّوا سليمان بن صرد وإنّا يومئذ لأكثر من مائة رجل من فرسان الشيعة ووجوههم في داره(٣) ، ونقل أبو مخنف كذلك عن حميد بن مسلم قوله : قلت لسليمان بن صرد إنّ المختار والله يثبّط الناس عنك إنّي كنت عنده أوّل ثلاث»(٤).
نقف على جملة أمور في هذا النصّ ، إذ لا يختلف كثيراً موقفه عن سابقه ، فعملية انضمامه إلى التوّابين لا يعني أصبح منهم ، ولا يمكن عداده من التوّابين المناهضين ، أو جزء من تحرّكاتهم ضدّ الأمويّين ، بل نراه يقف موقف المتفرّج الناقل للأحداث ليس إلاّ ، بل نرى من خلال كلامه مع سليمان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) المصدر نفسه ٤/٣٥٠.
(٢) المصدر نفسه ٤/٣٥٠.
(٣) المصدر نفسه ٤/٤٢٨.
(٤) المصدر نفسه ٤/٤٥٢.