ابن صرد كان موقفه سلبيّاً اتّجاه دور المختار بن أبي عبيدة الثقفي الذي حاول جاهداً العمل على تنظيم المعارضة ضدّ الأمويّين ، تنظيم وإعداد عناصره إعداداً جيّداً بحيث يصبحون على قدر من النضج والوعي قبل القيام بأيّ نشاط علني ، ولا يكون عملية ردّ الفعل من قبل التوّابين دون دراسة مسبقة للظروف المحيطة بالثورة متّهماً إيّاهم بقصر النظر وعدم الكفاءة لقيادة الثورة الشيعية الهادفة إلى الانتقام من قتلة الحسين عليهالسلام(١) ، لكنّ هذا لا يعني السعي بالشحناء وإيغال القلوب ، وهذا أمر كان في ذلك الوقت له نتائج مدمّرة سواء كان يشعر به فاعله أو لم يكن.
فهو مثلاً يشهد كربلاء ولا يقاتل في أيّ من الصفّين ولا يؤثر عنه فعل ، لا في هذا الجانب ولا في ذاك ، ثمّ يكون مع التوّابين الذين ثاروا ضدّ بني أميّة في إطار التكفير عن الذنب وقد اتّخذوا من الثأر للحسين عليهالسلام شعاراً رئيسيّاً لها(٢) ، لكنّ هؤلاء لم تتح لهم فرصة القتال مع الحسين لأسباب كثيرة ، الاعتقال ، أو الإقامة الجبرية ، أو تطويق الكوفة من قبل شرطة ابن زياد ومنع الخروج منها ، بينما كان هذا الرجل موجوداً في ساحة المعركة ، وشهد تحوّل عدد من أنصار بني أميّة إلى المعسكر الحسيني فلم يكن هناك شيء ليمنعه لو كان صاحب موقف.
مع العلم من خلال نصوص الروايات التي وردت عنه تشير إلى تواجده
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) المصدر نفسه ٤/٤٤٩ ، التوّابون : ١١٩ ـ ١٢٠.
(٢) تاريخ الرسل والملوك ٤/٤٥٢.