في المعركة الفاصلة بين التوّابين وجيش عبيد الله بن زياد في موقعة عين وردة سنة (٦٥هـ) ، لكن لم يشترك في المعركة ، بل لم يكن إلاّ مراسلاً حربيّاً لهذه المعركة ، ونلحظ هذا في أكثر من حادثة وحادثة ، فيقول : «لمّا قتل المسيّب بن نجبة(١) أخذ الراية عبدالله بن سعد بن نفيل»(٢)(٣) ، ونضيف إلى لائحة الروايات التي رواها الرجل على لسانه ربّما كانت تحتلّ مكاناً أبرز من النصّ السابق ويبيّن من خلاله موقفه من سير المعركة بعد أن وضعت أوزارها ، قال : «لمّا تهيّأنا للانصراف ـ بعد الواقعة ـ قام عبدالله بن غزية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) المسيّب بن نجبة بن ربيعة بن رباح بن عوف الفزاري الكوفي ، قال ابن سعد : في الطبقة الأولى من أهل الكوفة شهد القادسية وفتوح العراق وشهد مع الإمام عليّ مشاهده ، خرج مع سليمان بن صرد في طلب دم الحسين بن عليّ فقتلا سنة خمس وستّين في وقعة عين الوردة وبعث الحصين بن نمير برأس المسيّب بن نخبة مع أدهم بن محرز الباهلي إلى عبيد الله بن زياد وبعث به عبيد الله بن زياد إلى مروان بن الحكم فنصبه بدمشق.
ينظر : الطبقات الكبرى ٦/٢١٦ ، ١/١٣٩ ، رجال الطوسي : ٩٨ ، الثقات ٥/٤٣٧ ، تهذيب التهذيب ٨/١٨٥.
(٢) عبد الله بن سعد بن نفيل الأزدي ، من جملة الذين تخلّفوا عن نصرة الإمام الحسين عليهالسلام ، وبدءوا تحرّكهم ضدّ الأمويّين سنة إحدى وستّين وهي السنة التي قتل فيها الحسين عليهالسلام فلم يزل القوم في جمع آلة الحرب والاستعداد للقتال ودعاء الناس في السرّ من الشيعة وغيرها إلى الطلب بدم الحسين فكان يجيبهم القوم بعد القوم والنفر بعد النفر فلم يزالوا كذلك حتّى ثاروا ضدّ الأمويّين واستشهد في وقعة عين الوردة في ربيع الآخر سنة خمس وستّين للهجرة.
ينظر : تاريخ الطبري ٣/٣٩٤ ، ٤١٨ ، الكامل في التاريخ ٤/١٢ ، البداية والنهاية ٨/٢٥٤.
(٣) تاريخ الرسل والملوك ٤/٤٦٦.