ووقف على القتلى فقال : يرحمكم الله فقد صدقتم وصبرتم وكذّبنا وفررنا»(١).
يتكرّر الموقف السابق لحميد في هذه المعركة أيضاً ، إذ وقف موقف المتفرّج الناقل للحدث ليس إلاّ ، وهو يختلف بالتأكيد عن التضحية العظمى التي جعلت هؤلاء يتجاوزون حياتهم نحو الآخرين ومن أجل الآخرين.
رابعاً : من الرواة لثورة المختار بن أبي عبيدة الثقفي :
يتكرّر ذكره في نقل أخبار حركة المختار بن أبي عبيدة الثقفي في سنة (٦٦ هـ) بالضدّ من الحكم الأموي ، في الكوفة حتّى سنة (٦٧ هـ) ، كانت النهاية المأساوية للتوّابيين في هذه الحركة التي يمكن اعتبارها أوّل ثورة مناهضة للحكم الأموي في الكوفة بعد استشهاد الإمام الحسين ، ولا شكّ كانت هذه الثورة ردّة فعل على فاجعة كربلاء ، ومع كلّ ما كتب عن هذه الثورة ومصيرها ، لكن يبقى أن نقول إنّها سجّلت للتاريخ مواقف لا يمكن أن تمحى من البال ، ومع نهايتها المتوقّعة من قبل المختار والتي أعلن عنها في وقت سابق للمنضمّين لصفوف سليمان بن صرد الخزاعي ، ولم يكن كلامه عن هذا المصير لتثبيط المعنويات كما يتصوّر البعض(٢) ؛ لأنّ جميع محاولاته بالاتّصال بسليمان قد باءت بالفشل ، وكلّ من الطرفين كان له وجهة نظره الخاصّة من ناحية التنظيم والأداء واختيار الوقت المناسب ، حيث كان يرى سليمان بن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) المصدر نفسه ٤/٤٧١.
(٢) التوّابون : ١١٩ ـ ١٢٠.