يغب عنه للحظة ، لذلك حاول أن يجد سبيلاً بخروجه من هذا الشرك وإبعاد كلّ التهم عنه من خلال الانضمام ولو الشكلي لهذه الثورة وتأييدها المعلن والاشتراك بكافّة المخطّطات التي هيّأت لها.
فمع اللحظات الأولى لها ، نجده ينضمّ إلى صفوفها مع إبراهيم بن مالك الأشتر ، الذي تربطه علاقة الصداقة ، إذ يروي أبو مخنف عن يحيى بن أبي عيسى الأزدي هذه التحوّل في الموقف ويصف برواية مهمّة جدّاً الاندماج الفعلي لحميد مع هذه الثورة من خلال اللقاءات المستمرّة التي كان يعقدها المختار مع إبراهيم بن مالك الأشتر الذي كان يصطحبه معه في هذه الاجتماعات السرّية ، قال : «كان حميد بن مسلم الأسدي صديقاً لإبراهيم بن الأشتر وكان يختلف إليه ويذهب به معه وكان إبراهيم يروح في كلّ عشية عند المساء فيأتي المختار فيمكث عنده حتّى تصوب النجوم ثمّ ينصرف فمكثوا بذلك يدبّرون أمورهم حتّى اجتمع رأيهم على أن يخرجوا ليلة الخميس لأربع عشرة من ربيع الأوّل سنة (٦٦هـ) ووطّن على ذلك شيعتهم ومن أجابهم»(١).
يأتي الدور الذي أسهم فيه حميد بن مسلم خلال هذه الثورة راوياً لبعض أحداثها ومساهماً فعليّاً مع قادتها في القتال ، ونقف على ذلك في أكثر من نصّ ونصّ ويمكن الاستشهاد بجملة من هذه الروايات التي توقفنا على حال هذا الرجل ضمن هذه المرحلة وهي :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) المصدر نفسه ٤/٤٩٦.