المواجهات بقوله :
لأضربنَّ عن أبي حكيم |
|
مفارق الأعبد والصميم(١) |
وبعد أن استتبّت الأمور إلى المختار أخذ يتقصّى ويبحث ويطلب كلّ من له يد من قريب أو بعيد ، في الخروج لقتال الحسين ، وعلى الرغم من انحياز حميد إلى المختار لكن هذا الأمر لم ينفع في تبرئته من إثم المشاركة في كربلاء ، ولذا طلبه المختار فيمن طلب ، ونقل أبو مخنف عن سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم قال : «جاءنا السائب بن مالك الأشعري في خيل المختار فخرجت نحو عبد القيس وخرج عبد الله وعبد الرحمن ابنا صلخب في أثري وشغلوا بالاحتباس عليهما عنّي فنجوت وأخذوهما ثمّ مضوا بهما حتّى مرّوا على منزل رجل يقال له عبد الله بن وهب ابن عمرو ابن عمّ أعشى همدان من بني عبد فأخذوه فانتهوا بهم إلى المختار فأمر بهم فقتلوا في السوق فهؤلاء ثلاثة فقال حميد بن مسلم في ذلك حيث نجا منهم :
ألم ترني على دهش |
|
نجوت ولم أكد أنجو |
رجـاء الله أنقذنـي |
|
ولم أك غيره أرجو (٢) |
لم نقف بعد ذلك على أيّ شيء من تفاصيل حياته بعد هروبه من المختار ، ومن المحتمل أنّه آثر التخفّي خشية تعرّضه للقتل ، لكن من خلال تتبّعنا نقف على رواية يذكرها الطبري تشير إلى بقائه إلى أيّام سيطرة عبد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) المصدر نفسه ٤/٥٢٤.
(٢) المصدر نفسه ٤/٥٣٠.