المؤرّخ الشهير ، ولكن هناك احتمال أيضاً في أن لا يكون اسم مؤلّف هذا الكتاب عليّ بن الحسين المسعودي ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى لم يثبت أنّ مؤلّف كتاب إثبات الوصية هو شيخ النعماني ، وسوف نفصّل الكلام في هذا الشأن في مقال (إثبات الوصية وصاحب مروج الذهب).
ثانياً : سواء أكان المسعودي شخصاً واحداً أو أكثر ، فهل هناك من دليل يثبت أنّ النعماني قد روى عن عليّ بن الحسين المسعودي المؤرّخ؟
يمكن لنا أن نذكر (أو ذكروا) هنا ثلاثة أدلّة في هذا الشأن ، وهي :
١ ـ لم يقل أحد بقدوم المسعودي المؤرّخ إلى قم ، في حين أنّ شيخ النعماني قد أخذ الحديث في قم عن محمّد بن يحيى العطّار.
ـ بيد أنّ هذا الدليل غير تامٍّ ؛ لأنّ المسعودي قد صرّح في بعض مواضع مروج الذهب أنّه قد ذهب إلى قم(١).
٢ ـ إنّ شيخ النعماني يروي دائماً عن محمّد بن يحيى العطّار ، في حين لم نجد لصاحب مروج الذهب رواية عنه في أيّ موضع.
ـ وهذا الدليل لا يصحّ أيضاً ؛ إذ أنّ ترجمة المسعودي المؤرّخ لم ترد في كتب التراجم والرجال إلاّ مقتضبة وغير واضحة ، ولم يذكر فيها مشايخه بوضوح أبداً ، وعليه ربّما كان قد روى عن محمّد بن يحيى العطّار أيضاً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) هناك في الصفحة الخامسة والثمانين من غيبة النعماني رواية تشير إلى أنّ طينة وفطرة جميع الأئمّة واحدة ، وأنّهم كانوا منذ بدء الخليقة حافّين بعرش الرحمن في وجود واحد ، وجاء في أخرها : (أوّلنا محمّد ، وأوسطنا محمّد ، وآخرنا محمّد). انظر : خاتمة المستدرك ، ج ١٩ ، ص ١٢٥ ـ ١٢٦.