وبالتالي فإنّ هذا لا ينهض دليلاً على أنّ عليّ بن الحسين المسعودي ـ شيخ النعماني ـ كان مطّلعاً بدقّة على محتوى الروايات التي أجاز للنعماني روايتها ، وعليه لا يمكن من هذه الناحية إنكار رواية النعماني عن عليّ بن الحسين المسعودي العامّي المؤرّخ وصاحب كتاب مروج الذهب.
وبطبيعة الحال فقد أشرنا إلى قوّة احتمال أن يكون عليّ بن الحسين المسعودي أكثر من شخصية واحدة ، ويذهب الظنّ إلى أنّ شيخ النعماني هو غير صاحب مروج الذهب.
ثالثاً : سبق وأن ذكرنا أنّ مصحّح كتاب غيبة النعماني قد استنبط من عبارة (بقم) الواردة في رواية عليّ بن الحسين عن محمّد بن يحيى العطّار ، أنّ المراد من عليّ بن الحسين هو عليّ بن بابويه المعروف.
بينما ذهب المحدّث النوري إلى العكس من ذلك تماماً ، فقد استفاد من هذه العبارة أنّ المراد ليس هو ابن بابويه المعروف ؛ إذ أنّ صدور هذه العبارة لا يتناسب وعليّ بن الحسين بن بابويه الساكن في قم بعدّة أدلّة سوف نبحثها مفصّلاً.
إنّ كلام مصحّح كتاب غيبة النعماني يثير الكثير من العجب! فلم نعثر على أيّ توضيح منه فيما يتعلّق بكيفية دلالة عبارة (بقم) على أنّ المراد من عليّ بن الحسين هو عليّ بن بابويه القمّي المعروف.
وبطبيعة الحال فإنّ كلام المحدّث النوري رحمهالله في محلّه وملفت للانتباه.
وفيما يلي سنعمد أوّلاً إلى توضيح هذا الكلام ثمّ نقوم بدراسته وتحليله