فيما بعد :
ـ إنّ عليّ بن الحسين بن بابويه هو ـ على حدّ تعبير النجاشي ـ شيخ القمّيّين وكبيرهم ، وهو فقيههم وثقتهم في عصره ، وليس هناك من دليل على أنّه قد أقام في غير قم ، نعم يبدو أنّه تواجد في بغداد في أواخر حياته (في سنة تناثر النجوم ، في عام ٣٢٣ هـ) ، ويبدو أنّ ذلك حدث أثناء سفره إلى الحجّ(١) ، فمن المستبعد لمن يسكن في قم عندما يروي عن محمّد بن يحيى العطّار ـ الذي هو من مشايخ القمّيّين كذلك ـ أن يشير إلى أنّ روايته عنه كانت في قم ؛ لأنّ هذا النوع من الإيضاحات إنّما يضاف إذا كانت هناك خصوصية لذكرها في الرواية ، وعندما يكون كلّ من المتلقّي والشيخ من أهل قم(٢) لا تكون هناك ـ بناءً على القاعدة ـ من حاجة إلى ذكر أنّه أخذ الحديث عنه في قم ؛ لأنّه سيكون من قبيل توضيح الواضحات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) مع الالتفات إلى هذا التوضيح ندرك استحالة التمسّك بعبارة الشيخ الصدوق القمّي ـ حدّثني حمزة بن محمّد العلوي في قم (معاني الأخبار ، ص ١/٣٠١ ؛ عيون أخبار الرضا (ع) ، ج ١ ، ص ٥/٢٢٧ ؛ ص ٤٣/٢٩٢ ، ج ٢ ، ص ١٣/٦ ، ص ٢٤/١٥٩ ، ص ١٣/٢٠٩) ـ في الإجابة على استدلال المحدّث النوري ، لأنّ الصدوق كان نزيل الريّ ، وكان أيضاً شيخ الطائفة في خراسان (رجال النجاشي ، ص ١٠٤٩/٣٨٩) وقد سافر إلى الكثير من المدن ، ولم يكن ساكناً في مدينة قم. ومن ناحية أخرى لم يتّضح ما إذا كان شيخه ساكناً في قم. وعليه لا تكون المقارنة بين رواية الصدوق عن حمزة بن محمّد برواية عليّ بن الحسين عن محمّد بن يحيى العطّار مقارنة موفّقة.
(٢) ذكر في غيبة النعماني ، ص ٩٧ ، عن راوي الكتاب وناسخه باسم أبي الحسن الشجاعي ، ويبدو أنّه مصحّف عن أبي الحسين ، راجع : غيبة النعماني ، ص ١٨ ، النصّ والهامش ٢ ؛ غيبة الطوسي ، ص ٩٠/١٢٧ ، ص ٢٥٧/٢٢٥ ؛ رجال النجاشي ، ص ١٠٤٣/٣٨٣.