وعندما نقوم بدراسة هذا الكلام نجد بأنّنا من خلال هذا الاستدلال لا يسعنا القول بضرس قاطع : إنّ المراد من عليّ بن الحسين الوارد في أسانيد غيبة النعماني ليس هو عليّ بن الحسين بن بابويه ؛ لأنّ عليّ بن الحسين إذا حدّث النعماني في مدينة غير قم ـ كما لو حدّثه في بغداد مثلاً ـ لم يكن في تحديد مكان تحديث محمّد بن يحيى بمدينة قم غضاضة.
إلاّ أنّه وبطبيعة الحال فإنّ الإنصاف يقتضي أن نعتبر هذا الدليل نافعاً في تضعيف احتمال أن يكون المراد من عليّ بن الحسين هو ابن بابويه.
كما أنّنا طبقاً لهذا الدليل وإن لم ننكر أن يكون المراد من هذا الإسنادهو ابن بابويه ، إلاّ أنّه لا دليل لدينا يثبت أنّ المراد من عليّ بن الحسين في هذا الإسناد هو ابن بابويه ، وإنّ مجرّد رواية ابن بابويه عن محمّد بن يحيى العطّار لا يكفي لإثبات هذا الأمر ؛ إذ ليس هناك من شاهد يثبت أنّ الذي يروي عن محمّد بن يحيى ـ بإسم (عليّ بن الحسين) ـ هو ابن بابويه فقط.
رابعاً : ذكر مصحّح كتاب غيبة النعماني في مقدّمة الكتاب كلاماً يثير التعجّب أكثر من جميع كلماته المتقدّمة ، وذلك إذ يقول : «يبدو أنّ النعماني قد أخذ الحديث عن عليّ بن الحسين في قم» في حين أنّ أسانيد الغيبة تشهد على العكس من ذلك تماماً ؛ إذ لو كان النعماني قد سمع الحديث من عليّ بن الحسين في قم ، لا يبقى هناك من معنى لقول عليّ بن الحسين إنّه أخذ الحديث عن محمّد بن يحيى العطّار في قم.
ومن ناحية أخرى فإنّنا لم نعثر على دليل يثبت حضور النعماني في