شيوخه
قضى الإمام أبو الحسن الواحديّ أيّام شبابه في تحصيل العلم ، والاغتراف منه ، فأتقن الأصول على الأئمة ، وطاف على أعلام الأمّة ، وقرأ على كثير من المشايخ ، ونذكر منهم :
١ ـ أبو الفضل العروضي (١) ، واسمه أحمد بن محمد بن عبد الله النّهشليّ الشافعيّ المعروف بالصّفّار : شيخ أهل الأدب في عصره ، حدّث عن الأصمّ والكارزي ، وأبي منصور الأزهري صاحب «تهذيب اللّغة» ، ورواه عنه. لازمه الواحديّ سنين عدّة ، يدخل عليه عند طلوع الشّمس ، ويخرج لغروبها ، وقرأ عليه اللّغة ، وأكثر دواوين الشعراء ، وتوفي الشيخ أبو الفضل في حدود سنة ٤٢٥ ه وقد جاوز التسعين ، وكان معاصرا للثعالبيّ صاحب «يتيمة الدهر» ، وأسنّ منه.
٢ ـ أبو الحسن القهندزي (٢) ، واسمه علي بن محمد بن إبراهيم : كان ضريرا ، وكان أبرع أهل زمانه في لطائف النحو وغوامضه ، قرأ عليه الواحديّ جوامع النحو والتصريف والمعاني ، قال الواحديّ في مقدمة البسيط : علّقت عنه قريبا من مائة جزء من المسائل المشكلة ، وسمعت منه أكثر مصنفاته في النحو والعروض والعلل ، وخصّني بكتابه الكبير في علل القراءة المرتّبة على كتاب الغاية لابن مهران.
__________________
(١) ترجمته في : المنتخب ص ٨٥ ؛ وبغية الوعاة ١ / ٣٦٩ ؛ وتتمة يتيمة الدهر ص ٢٠٥.
(٢) ترجمته في : بغية الوعاة ٢ / ١٨٦ ؛ ونكت الهميان ص ٢١٥ ؛ وهداية العارفين ١ / ٦٨٧ ؛ والبسيط للواحدي ورقة ٢.