مذهبه الفقهيّ
كان الواحديّ من المتفقهين في المذهب الشّافعيّ ، فقد ذكر في فقهاء الشافعية في عدد كبير من كتب الطبقات ، كطبقات ابن السبكيّ ، والأسنوي وغيرها ، ونقل ابن قاضي شهبة في «طبقات الشافعية» ١ / ٢٥٧ أنّ النّوويّ نقل عنه في «الروضة» من كتاب السير في الكلام على السلام.
قلت : والنقل المذكور هو ما يلي :
قال المتولي : عليكم السّلام ليس بتسليم.
قلت ـ القائل النووي : الصحيح أنّه تسليم يجب منه الرّدّ ، كما قال الإمام ، وممّن قال أيضا : إنّه تسليم أبو الحسن الواحديّ من أصحابنا ، لكن يكره الابتداء به (١).
ـ وذكره في موضع آخر فقال :
وأمّا المشتغل بقراءة القرآن فقال أبو الحسن الواحديّ المفسّر من أصحابنا : الأولى ترك السّلام عليه. قال : فإن سلّم كفاه الرّدّ بالإشارة ، وفيما قاله نظر ، والظاهر أنّه يسلّم عليه ، ويجب الردّ عليه باللفظ (٢).
هذا مما يؤكد أنّه شافعيّ المذهب ، رحمهالله ، وأكرم مثواه.
* * *
__________________
(١) الروضة ١٠ / ٢٢٧.
(٢) الروضة ١٠ / ٢٣٢.