انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً (٤٨) وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (٤٩) قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً (٥٠) أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتى هُوَ قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً (٥١) يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً (٥٢) وَقُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
____________________________________
(٤٨) (انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ) بيّنوا لك الأشباه حين شبّهوك بالسّاحر والكاهن والشّاعر (فَضَلُّوا) بذلك عن طريق الحقّ (فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً) مخرجا.
(٤٩) (وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً) بعد الموت (وَرُفاتاً) وترابا ، أنبعث ونخلق خلقا جديدا؟
(٥٠) (قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً ...) الآية. معناها يقول : قدّروا أنّكم لو خلقتم من حجارة أو حديد ، أو كنتم الموت الذي هو أكبر الأشياء في صدوركم لأماتكم الله ، ثمّ أحياكم ؛ لأنّ القدرة التي بها أنشأكم بها يعيدكم ، وهذا معنى قوله : (فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ) خلقكم (أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ) يحرّكونها تكذيبا لهذا القول (وَيَقُولُونَ مَتى هُوَ)؟ أي : الإعادة والبعث (قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً) يعني : هو قريب.
(٥٢) (يَوْمَ يَدْعُوكُمْ) بالنداء الذي يسمعكم ، وهو النّفخة الأخيرة (فَتَسْتَجِيبُونَ) تجيبون (بِحَمْدِهِ) وهو أنّهم يخرجون من القبور يقولون : سبحانك وبحمدك ، حمدوا حين لا ينفعهم الحمد (وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً) استقصروا مدّة لبثهم في الدّنيا ، أو في البرزخ مع ما يعلمون من طول لبثهم في الآخرة.
(٥٣) (وَقُلْ لِعِبادِي) المؤمنين : (يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) نزلت حين شكا أصحاب النّبيّ صلىاللهعليهوسلم إليه أذى المشركين ، واستأذنوه في قتالهم ، فقيل له : قل لهم : يقولوا