إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوًّا مُبِيناً (٥٣) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (٥٤) وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً (٥٥) قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً (٥٦) أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ
____________________________________
للكفّار الكلمة التي هي أحسن (١) ، وهو أن يقولوا : يهديكم الله. (إِنَّ الشَّيْطانَ) هو الذي يفسد بينهم.
(٥٤) (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ) يوفّقكم فتؤمنوا (أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ) بأن يميتكم على الكفر (وَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً) ما وكل إليك إيمانهم ، فليس عليك إلّا التّبليغ.
(٥٥) (وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) لأنّه هو خالقهم (وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ) عن علم بشأنهم ، ومعنى تفضيل بعضهم على بعض : تخصيص كلّ واحد منهم بفضيلة دون الآخر (وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً) أي : فلا تنكروا تفضيل محمد عليهالسلام ، وإعطاءه القرآن ، فقد جرت سنّتنا بهذا في النّبيين.
(٥٦) (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ ...) الآية. ابتلى الله سبحانه قريشا بالقحط سنين ، فشكوا ذلك إلى النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فأنزل الله تعالى : (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ) ادّعيتم أنّهم آلهة (مِنْ دُونِهِ) ثمّ أخبر عن الآلهة فقال : (فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ) يعني : البؤس والشّدة (عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً) من السّقم والفقر إلى الصّحة والغنى. ثمّ ذكر أولياءه فقال :
(٥٧) (أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ)(٢) يتضرّعون إلى الله تعالى في
__________________
(١) وهذا قول الكلبي ، في الأسباب ص ٣٣٣.
(٢) عن ابن مسعود في الآية قال : كان نفر من الإنس يعبدون نفرا من الجن ، فأسلم النفر من الجن ، فاستمسك الآخرون بعبادتهم ، فنزلت : (أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَة). أخرجه البخاري في التفسير. فتح الباري ٨ / ٣٩٨ ؛ ومسلم في التفسير برقم ٣٠٣٠.