وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَراً رَسُولاً (٩٣) وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى إِلاَّ أَنْ قالُوا أَبَعَثَ اللهُ بَشَراً رَسُولاً (٩٤) قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولاً (٩٥) قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (٩٦) وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً (٩٧)
____________________________________
أبي أميّة قال : لا أؤمن بك يا محمّد أبدا حتى تتّخذ سلما إلى السماء ، ثمّ ترقى فيه وأنا انظر حتى تأتيها ، وتأتي بنسخة منشورة معك ، ونفر من الملائكة يشهدون لك أنّك كما تقول ، فقال الله سبحانه : (قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً) أي : إنّ هذه الأشياء ليس في قوى البشر.
(٩٤) (وَما مَنَعَ النَّاسَ) يعني : أهل مكّة (أَنْ يُؤْمِنُوا) أي : الإيمان (إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى) البيان ، وهو القرآن (إِلَّا أَنْ قالُوا) إلّا قولهم في التّعجب والإنكار : (أَبَعَثَ اللهُ بَشَراً رَسُولاً) أي : هلّا بعث ملكا ، فقال الله تعالى :
(٩٥) (قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ) بدل الآدميين (مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ) مستوطنين الأرض (لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولاً) يريد : إنّ الأبلغ في الأداء إليهم بشر مثلهم ، وقوله تعالى :
(٩٧) (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً) يمشيهم الله سبحانه على وجوهم عميا لا يرون شيئا يسرّهم (وَبُكْماً)(١) لا ينطقون بحجّة (وَصُمًّا) لا يسمعون شيئا يسرّهم (كُلَّما خَبَتْ) أي : سكن لهبها (زِدْناهُمْ سَعِيراً) نارا تتسعر.
__________________
(١) في المخطوطات كلها تقديم «وصما» على قوله : «وبكما».