ذلِكَ جَزاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآياتِنا وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (٩٨) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ قادِرٌ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلاَّ كُفُوراً (٩٩) قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً (١٠٠) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ فَسْئَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ إِذْ جاءَهُمْ فَقالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً (١٠١) قالَ لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ إِلاَّ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بَصائِرَ
____________________________________
(٩٨) (ذلِكَ جَزاؤُهُمْ) هذه الآية مفسّرة في هذه السّورة (١).
(٩٩) (أَوَلَمْ يَرَوْا) أولم يعلموا (أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ قادِرٌ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ) أي : يخلقهم ثانيا ، وأراد ب (مِثْلَهُمْ) إيّاهم ، وتمّ الكلام ، ثمّ قال : (وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لا رَيْبَ فِيهِ) يعني : أجل الموت وأجل القيامة (فَأَبَى الظَّالِمُونَ) المشركون (إِلَّا كُفُوراً) جحودا بذلك الأجل ، وهو البعث والقيامة.
(١٠٠) (قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي) خزائن الرّزق (إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ) لبخلتم (خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ) أن تنفقوا فتفتقروا (وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً) بخيلا ، ثمّ ذكر قصّة موسى عليهالسلام وما آتاه من الآيات وإنكار فرعون ذلك ، فقال :
(١٠١) (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ) وهي العصا واليد ، وفلق البحر ، والطمسة ، وهي قوله : (رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ)(٢) ، والطّوفان ، والجراد ، والقمّل ، والضفادع ، والدّم (فَسْئَلْ) يا محمد (بَنِي إِسْرائِيلَ) المؤمنين من قريظة والنّضير (إِذْ جاءَهُمْ) يعني : جاء آباءهم ، وهذا سؤال استشهاد ليعرف اليهود صحّة ما يقول محمّد عليهالسلام بقول علمائهم (فَقالَ لَهُ فِرْعَوْنُ : إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً) ساحرا فقال موسى عليهالسلام :
(١٠٢) (لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ) الآيات (إِلَّا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بَصائِرَ) عبرا
__________________
(١) انظر ص ٦٣٧.
(٢) سورة يونس : الآية ٨٨.