إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً (٦) إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (٧) وَإِنَّا لَجاعِلُونَ ما عَلَيْها صَعِيداً جُرُزاً (٨) أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً (٩) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً (١٠) فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً (١١) ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً (١٢)
____________________________________
لشدّة حرصك على إيمانهم (إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ) يعني : القرآن (أَسَفاً) غيظا وحزنا.
(٧) (إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ) يعني : ما خلق في الدّنيا من الأشجار والنّبات والماء وكلّ ذي روح على الأرض (زِينَةً لَها) زيّناها بما خلقنا فيها (لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) أزهد فيها ، وأترك لها ، ثمّ أعلم أنّه يفني ذلك كلّه ، فقال :
(٨) (وَإِنَّا لَجاعِلُونَ ما عَلَيْها صَعِيداً جُرُزاً) بلاقع ليس فيها نبات.
(٩) (أَمْ حَسِبْتَ) بل أحسبت (أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ) وهو المغارة في الجبل (وَالرَّقِيمِ) وهو اللّوح الذي كتبت فيه أسماؤهم وأنسابهم (كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) أي : لم يكونوا بأعجب آياتنا ، ولم يكونوا العجب من آياتنا فقط ؛ فإنّ آياتنا كلّها عجب ، وكانت قريش سألوا محمدا صلىاللهعليهوسلم عن خبر فتية فقدوا في الزمان الأوّل بتلقين اليهود قريشا ذلك ، فأنزل الله سبحانه على نبيّه عليهالسلام خبرهم ، فقال :
(١٠) (إِذْ أَوَى) اذكر إذ أوى (الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ) هربوا إليه ممّن يطلبهم ، فاشتغلوا بالدّعاء والتّضرّع (فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً) أعطنا من عندك مغفرة ورزقا (وَهَيِّئْ) أصلح (لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً) أي : أرشدنا إلى ما يقرّب منك.
(١١) (فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ) سددنا آذانهم بالنّوم (فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً) معدودة.
(١٢) (ثُمَّ بَعَثْناهُمْ) ايقظناهم من نومهم (لِنَعْلَمَ) لنرى (أَيُّ الْحِزْبَيْنِ) من المؤمنين والكافرين (أَحْصى) أعدّ (لِما لَبِثُوا) للبثهم في الكهف نائمين (أَمَداً) غاية ،