نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً (١٣) وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ إِذْ قامُوا فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً (١٤) هؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْ لا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً (١٥) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً (١٦) وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ
____________________________________
وكان وقع اختلاف بين فريقين من المؤمنين والكافرين في قدر مدّة فقدهم ، ومنذ كم فقدوهم ، فبعثهم الله سبحانه من نومهم ليتبيّن ذلك.
(١٣) (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ) خبرهم (بِالْحَقِ) بالصّدق (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ) شبّان وأحداث (آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً) ثبّتناهم على ذلك.
(١٤) (وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ) ثبتناها بالصّبر واليقين (إِذْ قامُوا) بين يديّ ملكهم الذي كان يفتن أهل الأديان عن دينهم (فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً) كذبا وجورا إن دعونا غيره.
(١٥) (هؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً) يعنون : الذين عبدوا الأصنام في زمانهم (لَوْ لا) هلّا (يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ) على عبادتهم (بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ) بحجّة بيّنة (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) فزعم أنّ معه إلها ، فقال لهم تمليخا ـ وهو رئيسهم ـ :
(١٦) (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ) فارقتموهم (وَما يَعْبُدُونَ) من الأصنام (إِلَّا اللهَ) فإنكم لن تتركوا عبادته (فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ) صيروا إليه (يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ) يبسطها عليكم (وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً) يسهّل لكم غذاء تأكلونه.
(١٧) (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَزاوَرُ) تميل عن كهفهم (ذاتَ الْيَمِينِ) في ناحية اليمين (وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ) تتركهم وتتجاوز عنهم (ذاتَ الشِّمالِ) في ناحية الشّمال ، فلا تصيبهم الشّمس البتة ؛ لأنّها تميل عنهم طالعة غاربة ، فتكون صورهم