وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً (٧) عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً (٨) إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (٩) وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (١٠) وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً (١١) (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ
____________________________________
فسبى وقتل وخرب ، ومعنى ليسوءوا وجوهكم : ليخزوكم خزيا يظهر أثره في وجوهكم ، كسبي ذراريكم وإخراب مساجدكم (وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا) وليدمّروا ويخرّبوا ما غلبوا عليه.
(٨) (عَسى رَبُّكُمْ) وهذا أيضا ممّا أخبروا به في كتابهم ، والمعنى : لعلّ ربكم (أَنْ يَرْحَمَكُمْ) ويعفو عنكم بعد انتقامه منكم يا بني إسرائيل. (وَإِنْ عُدْتُمْ) بالمعصية (عُدْنا) بالعقوبة ، هذا في الدّنيا ، وأمّا في الآخرة فقد (جَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً) أي : سجنا ومحبسا.
(٩) (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) يرشد إلى الحالة التي هي أعدل وأصوب ، وهي توحيد الله تعالى والإيمان برسله (وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ) بأنّ (لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) وأنّ أعداءهم معذّبون في الآخرة.
(١١) (وَيَدْعُ الْإِنْسانُ ...) الآية. ربّما يدعو الإنسان على نفسه عند الغضب والضّجر ، وعلى ولده وأهله بما لا يحبّ أن يستجاب له ، كما يدعو لنفسه بالخير (وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً) يعجل في الدّعاء بالشّرّ كعجلته في الدّعاء بالخير.
(١٢) (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ) علامتين تدلّان على قدرة خالقهما (فَمَحَوْنا) طمسنا (آيَةَ اللَّيْلِ) نورها بما جعلنا فيها من السّواد (وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً) مضيئة يبصر فيها (لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ) لتبصروا كيف تتصرّفون في أعمالكم (وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ) بمحو آية اللّيل ، ولو لا ذلك ما كان يعرف