وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلاً (١٢) وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً (١٣) اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (١٤) مَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (١٥) وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً (١٦) وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (١٧) مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ
____________________________________
اللّيل من النّهار ، وكان لا يتبيّن العدد. (وَكُلَّ شَيْءٍ) ممّا يحتاج إليه (فَصَّلْناهُ تَفْصِيلاً) بيّناه تبيينا لا يلتبس معه بغيره.
(١٣) (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ) كتبنا عليه ما يعمل من خير وشرّ (وَنُخْرِجُ لَهُ) ونظهر له (يَوْمَ الْقِيامَةِ) صحيفة عمله منشورة.
(١٤) (اقْرَأْ كِتابَكَ) أي : يقال له : اقرأ كتابك (كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً) محاسبا يقول : كفيت أنت في محاسبة نفسك.
(١٥) (مَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ) ثواب اهتدائه لنفسه (وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها) على نفسه عقوبة ضلاله. (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) وذلك أنّ الوليد بن المغيرة ، قال : اتّبعوني وأنا أحمل أوزاركم ، فقال الله تعالى : (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) أي : لا تحمل نفس ذنب غيرها (وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ) أحدا (حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) يبيّن له ما يجب عليه إقامة للحجّة.
(١٦) (وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها) أمرناهم على لسان رسول بالطّاعة ، وعنى بالمترفين : الجبّارين والمسلّطين والملوك ، وخصّهم بالأمر لأنّ غيرهم تبع لهم.
(فَفَسَقُوا فِيها) أي : تمرّدوا في كفرهم ، والفسق في الكفر : الخروج إلى أفحشه (فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ) وجب عليها العذاب (فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً) أهلكناها إهلاك استئصال.
(١٨) (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ) بعمله وطاعته وإسلامه الدّنيا (عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ)