لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاها مَذْمُوماً مَدْحُوراً (١٨) وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً (١٩) كُلاًّ نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً (٢٠) انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً (٢١) لا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَخْذُولاً (٢٢) وَقَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما
____________________________________
القدر الذي نشاء (لِمَنْ نُرِيدُ) أن نعجّل له شيئا ، ثمّ يدخل النّار في الآخرة (مَذْمُوماً) ملوما (مَدْحُوراً) مطرودا لأنّه لم يرد الله سبحانه بعمله.
(١٩) (وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ) الجنّة (وَسَعى لَها سَعْيَها) عمل بفرائض الله (وَهُوَ مُؤْمِنٌ) لأنّ الله سبحانه لا يقبل حسنة إلّا من مؤمن (فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً) تضاعف لهم الحسنات.
(٢٠) (كُلًّا) من الفريقين (نُمِدُّ) نزيد ، ثمّ ذكرهما فقال : (هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ) يعني : الدّنيا ، وهي مقسومة بين البرّ والفاجر (وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً) ممنوعا في الدّنيا من المؤمنين والكافرين ، ثمّ يختصّ المؤمنين في الآخرة.
(٢١) (انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ) في الرّزق ، فمن مقلّ ومكثر (وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً) من الدّنيا ؛ لأنّ درجات الجنّة يقتسمونها على قدر أعمالهم.
(٢٢) (لا تَجْعَلْ) أيّها الإنسان المخاطب (مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً) ملوما (مَخْذُولاً) لا ناصر لك.
(٢٣) (وَقَضى) وأمر (رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) وأمر إحسانا بالوالدين (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما) يقول : إن عاش أحد