قُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً (٢٦) وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (٢٧) وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (٢٨) وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ
____________________________________
(٢٦) (قُلِ) يا محمد : (اللهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا) ممّن يختلف في ذلك (لَهُ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) علم ما غاب فيهما عن العباد (أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ) ما أبصر الله تعالى بكلّ موجود ، وأسمعه تعالى لكلّ مسموع (ما لَهُمْ) لأهل السّماوات والأرض (مِنْ) دون الله (مِنْ وَلِيٍ) ناصر (وَلا يُشْرِكُ) الله (فِي حُكْمِهِ أَحَداً) فليس لأحد أن يحكم بحكم لم يحكم به الله.
(٢٧) (وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ) اتّبع القرآن (لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ) لا مغيّر للقرآن (وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً) أي : ملجأ.
(٢٨) (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِ) مفسّر في سورة الأنعام (١) إلى قوله : (وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ) أي : لا تصرف بصرك إلى غيرهم من ذوي الهيئات والرّتبة (تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا) تريد مجالسة الأشراف (وَلا تُطِعْ) في تنحية الفقراء عنك (مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا) جعلناه غافلا. (وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) أي : ضياعا هلاكا ؛ لأنّه ترك الإيمان والاستدلال بآيات الله تعالى واتّبع هواه.
(٢٩) (وَقُلِ) يا محمّد لمن جاءك من النّاس : (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ) يعني : ما آتيتكم به من الإسلام والقرآن (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ) تخيير معناه التّهديد.
(إِنَّا أَعْتَدْنا) هيّأنا (لِلظَّالِمِينَ) الذين عبدوا غير الله تعالى (ناراً أَحاطَ بِهِمْ
__________________
(١) انظر ص ٣٥٥.