إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً (٣٩) فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً (٤٠) أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً (٤١) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً (٤٢) وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَما كانَ مُنْتَصِراً (٤٣) هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً (٤٤) وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ
____________________________________
ثم رجع إلى نفسه فقال :
(إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً) *.
(٤٠) (فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ) في الآخرة ، أو في الدّنيا (خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْها) على جنّتك (حُسْباناً مِنَ السَّماءِ) عذابا يرميها به من برد أو صاعقة (فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً) أرضا لا نبات فيها.
(٤١) (أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها) يعني : النّهر خلالهما (غَوْراً) غائرا ذاهبا في الأرض (فَلَنْ تَسْتَطِيعَ) لا تقوى (لَهُ طَلَباً) لا يبقى له أثر تطلبه.
(٤٢) (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ) وأهلكت أشجاره المثمرة (فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ) يضرب يديه واحدة على الأخرى ندامة (عَلى ما أَنْفَقَ فِيها وَهِيَ خاوِيَةٌ) ساقطة (عَلى عُرُوشِها) سقوفها وما عرش للكروم (وَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً) تمنّى أنّه كان موحّدا غير مشرك حين لم ينفعه التّمني.
(٤٣) (وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ) لم ينصره النّفر الذين افتخر بهم حين قال : (وَأَعَزُّ نَفَراً). (وَما كانَ مُنْتَصِراً) بأن يستردّ بدل ما ذهب منه ، ثمّ عاد الكلام إلى ما قبل القصة فقال :
(٤٤) (هُنالِكَ) عند ذلك ، يعني : يوم القيامة (الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِ) يتولّون الله ويؤمنون به ، ويتبرّءون ممّا كانوا يعبدون (هُوَ خَيْرٌ ثَواباً) أفضل ثوابا ممّن يرجى ثوابه (وَخَيْرٌ عُقْباً) أي : عاقبة طاعته خير من عاقبة طاعة غيره.
(٤٥) (وَاضْرِبْ لَهُمْ) لقومك (مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ) أي : هو كماء (أَنْزَلْناهُ مِنَ