قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (٦٧) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً (٦٨) قالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ صابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً (٦٩) قالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً (٧٠) فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا رَكِبا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَها قالَ أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً (٧١) قالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (٧٢) قالَ لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً (٧٣) فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُ قالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً
____________________________________
(٦٧) (قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً) لن تصبر على صنيعي ؛ لأنّي علّمت غيب ربّي ، ثمّ أعلمه العلّة في ترك الصّبر ، فقال :
(٦٨) (وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً) أي : على ما لم تعلمه من أمر ظاهره منكر.
(٦٩) (قالَ) له موسى : (سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ صابِراً) لا أسألك عن شيء حتى تكون أنت تحدّثني به (وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً) ولا أخالفك في شيء.
(٧٠) (قالَ) له الخضر عليهالسلام : (فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي) صحبتني (فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ) ممّا أفعله (حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً) حتى أكون أنا الذي أفسّره لك.
(٧١) (فَانْطَلَقا) ذهبا يمشيان (حَتَّى إِذا رَكِبا) البحر (فِي السَّفِينَةِ خَرَقَها) شقّها الخضر وقلع لو حين ممّا يلي الماء ، ف (قالَ) موسى منكرا عليه : (أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً) أي : عظيما منكرا ،
(٧٢) ف (قالَ) الخضر : (أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً)! فقال موسى :
(٧٣) (لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ) أي : تركت من وصيتك (وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً) لا تضيّق عليّ الأمر في صحبتي إيّاك.
(٧٤) [(فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُ) أي : ضربه فقضى عليه ،](١) وقوله : (نَفْساً
__________________
(١) ما بين [] زيادة من نسخة الأصل ، وليس هو في باقي المخطوطات.