زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً (٧٤) قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (٧٥) قالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً (٧٦) فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ قالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً (٧٧) قالَ هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً (٧٨) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً (٧٩) وَأَمَّا الْغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً
____________________________________
زاكية) (١) أي : طاهرة لم تبلغ حدّ التّكليف (بِغَيْرِ نَفْسٍ) بغير قود. وقوله :
الجزء السادس عشر :
(٧٦) (إِنْ سَأَلْتُكَ) سؤال توبيخ وإنكار (عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها) بعد النّفس المقتولة (فَلا تُصاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً) أعذرت فيما بيني وبينك حيث أخبرتني أنّي لا أستطيع معك صبرا.
(٧٧) (فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ) وهي أنطاكية (اسْتَطْعَما أَهْلَها) سألاهم الطّعام (فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما) فلم يطعموهما (فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَ) قرب أن يسقط لميلانه (فَأَقامَهُ) فسوّاه ، فقال موسى : (لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ) على إقامته (أَجْراً) جعلا حيث أبوا أن يطعمونا.
(٧٨) (قالَ) الخضر : (هذا) وقت (فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ) إنّي لا أصحبك بعد هذا ، وأخبرك بتفسير ما لم تصبر عليه وأنكرته عليّ.
(٧٩) (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها) أجعلها ذات عيب (وَكانَ وَراءَهُمْ) أمامهم (مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ) صالحة (غَصْباً).
(٨٠) (وَأَمَّا الْغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينا) فكرهنا (أَنْ يُرْهِقَهُما) يكلّفهما (طُغْياناً
__________________
(١) قرأ «زاكية» نافع ، وابن كثير ، وأبو عمرو ، وأبو جعفر ، ورويس عن يعقوب ، وقرأ الباقون «زكيّة». الإتحاف ص ٢٩٣.