وَكُفْراً (٨٠) فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ زَكاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً (٨١) وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما وَكانَ أَبُوهُما صالِحاً فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما وَيَسْتَخْرِجا كَنزَهُما رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً (٨٢) وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً (٨٣) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً (٨٤) فَأَتْبَعَ سَبَباً (٨٥) حَتَّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ
____________________________________
وَكُفْراً) ويحملهما حبّه على أن يتّبعاه ، ويدينا بدينه ، وكان الغلام كافرا (١).
(٨١) (فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ زَكاةً) صلاحا (وَأَقْرَبَ رُحْماً) وأبرّ بوالديه وأوصل للرّحم.
(٨٢) (وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ) يعني : في تلك القرية (وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما) من ذهب وفضّة ، ولو سقط الجدار أخذ الكنز (فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما) أراد الله سبحانه أن يبقى ذلك الكنز إلى بلوغ الغلامين حتى يستخرجاه. (وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي) أي : انكشف لي من الله سبحانه علم فعملت به ، ولم أعمل من عند نفسي.
(٨٣) (وَيَسْئَلُونَكَ) يعني : اليهود ، وذلك أنّهم سألوه عن رجل طوّاف بلغ شرق الأرض وغربها.
(٨٤) (إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ) سهّلنا عليه السّير فيها ، وذلّلنا له طرقها (وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) يحتاج إليه (سَبَباً) علما يتسبّب به إلى ما يريد.
(٨٥) (فَأَتْبَعَ سَبَباً) طريقا يوصله إلى مغيب الشّمس.
(٨٦) (حَتَّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) ذات حمأة ، وهو
__________________
(١) أخرج مسلم في حديث الخضر السابق عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرا ، ولو عاش لأرهق أبويه طغيانا وكفرا.