وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً (١٠٠) الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً (١٠١) أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبادِي مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً (١٠٢) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً (١٠٣) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (١٠٤) أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً (١٠٥)
____________________________________
(١٠٠) (وَعَرَضْنا) أظهرنا (جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً).
(١٠١) (الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ) في غشاوة (عَنْ ذِكْرِي) أي : كانوا لا يعتبرون بآياتي فيذكرونني بالتّوحيد (وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً) لعداوتهم النبيّ صلىاللهعليهوسلم لا يقدرون أن يسمعوا ما يتلو عليهم.
(١٠٢) (أَفَحَسِبَ) أفظنّ (الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبادِي) الشّياطين (مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ) نفعهم ذلك ودفعوا عنهم ، كلا (إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً) منزلا.
(١٠٣) (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ) نخبركم (بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً) بالذين هم أشدّ الخلق وأعظمهم خسرانا فيما عملوا.
(١٠٤) (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ) حبط عملهم (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) يظنّون أنّهم بعملهم مطيعون ، ثمّ بيّن من هم (١) ، فقال :
(١٠٥) (أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ) بدلائل توحيده من القرآن وغيره (وَلِقائِهِ) يعني : البعث (فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ) بطل اجتهادهم (فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً) أي : نهينهم بعذاب النّار ، ولا نعبأ بهم شيئا. وقوله :
__________________
(١) عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص ، قال : سألت أبي عن قوله تعالى : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً) هم الحرورية؟ قال : لا ، هم اليهود والنصارى ، أمّا اليهود فكذّبوا محمدا صلىاللهعليهوسلم ، وأمّا النصارى كفروا بالجنّة ، وقالوا : لا طعام فيها ولا شراب ، والحرورية : الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ، وكان سعد يسميهم الفاسقين. أخرجه البخاري في التفسير ٨ / ٤٢٥ ؛ والنسائي في تفسيره ٢ / ٢٦ ؛ والحاكم ٢ / ٣٧٠.